الأخبار العالمية

من هو محمد السنوار.. الشبح الذي يعيد “بناء” حماس؟

في ظل التحديات العسكرية والسياسية التي تواجهها حركة حماس، يبرز اسم محمد السنوار كشخصية محورية في جهود الحركة لإعادة بناء نفسها ومقاومة الضغوط الإسرائيلية. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، يعمل محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار الذي قُتل في أكتوبر 2024، على تجنيد مقاتلين جدد وقيادة حرب استنزاف ضد إسرائيل، مما يشكل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي.

إعادة بناء حماس تحت قيادة محمد السنوار

بعد مقتل يحيى السنوار، المخطط الرئيسي لهجمات أكتوبر 2023، قررت حماس عدم تعيين زعيم جديد والاعتماد على قيادة جماعية. ومع ذلك، يلعب محمد السنوار دوراً مركزياً في إعادة تنظيم صفوف الحركة، خاصة في ظل الدمار الذي لحق بغزة والحملة الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهراً. وعلى الرغم من تدمير معظم الكتائب العسكرية التابعة لحماس وقطع طرق إعادة التسلح، إلا أن العنف والدمار أديا إلى ظهور جيل جديد من المتطوعين الراغبين في الانضمام للحركة.

تحديات إسرائيل واستراتيجية حماس

أشار التقرير إلى أن إسرائيل تواجه صعوبات كبيرة في وقف أنشطة حماس، حيث عادت أكثر من مرة إلى مناطق أعلنت تطهيرها من المسلحين. وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي: “وتيرة بناء حماس لنفسها أعلى من وتيرة قضاء الجيش الإسرائيلي عليها”. كما أطلقت حماس حوالي 20 صاروخاً على إسرائيل في الأسبوعين الماضيين، مما يؤكد استمرار قدرتها على الضرب رغم الضغوط.

محمد السنوار: الشبح الذي يتحدى إسرائيل

يُعرف محمد السنوار، البالغ من العمر 50 عاماً، بلقب “الشبح” بسبب عمله خلف الكواليس وعدم قضائه فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، على عكس شقيقه يحيى. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن محمد كان وراء عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، والتي أدت لاحقاً إلى الإفراج عن يحيى السنوار عام 2011.

تجنيد جديد وحرب مستمرة

تقدر إسرائيل أن حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها الذخائر غير المنفجرة، والتي يمكن تحويلها إلى أسلحة بدائية. وتستهدف عمليات التجنيد الجنازات والتجمعات، مما أدى إلى إطالة أمد الحرب التي بدأت بعد هجمات أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 46,000 فلسطيني و400 جندي إسرائيلي.

مستقبل غزة والصراع

تدفع حماس، تحت قيادة محمد السنوار، نحو وقف دائم لإطلاق النار لضمان بقائها. وفي رسالة وجهها للوسطاء، أكد السنوار أن “حماس في وضع قوي لإملاء شروطها”. من جهتها، تعارض إسرائيل أي وقف للقتال قبل تدمير حماس، بينما تدعو الولايات المتحدة إلى خطة لحكم غزة بعد الحرب، معتبرة السلطة الفلسطينية الخيار الواقعي الوحيد.

الخلاصة

محمد السنوار يمثل اليوم القوة الخفية التي تعيد تشكيل مستقبل حماس وتحدد مسار الصراع في غزة. مع استمرار التحديات العسكرية والسياسية، يبقى السنوار رمزاً للمقاومة والتحدي، مما يجعل دوره محورياً في أي تسوية مستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى